الأحد 31 مارس - 8:31
في تمام الساعة الرابعة والنصف صباحا استيقظ على صوت صراخها بجواري وتلف يديها حول عنقها وتظل تصرخ وتصرخ ويعلو صراخها
أربت على رأسها فتستيقظ وأحتضنها فتظل تبكي وتبكي كطفلة صغيرة فقدت أمها
تحكي لي عن حلمها المزعج والمتكرر كل ليلة.. زواحف تلتف حول عنقها وثعبان أسود ينفث سمه في فمها وقيود حددية تكبلها ولا تستطيع الركض منها وتظل جثة هامدة في مكانها
تظهر لها الثعابين كل ليلة في منامها
تارة صفراء وتارة أخرى سوداء وتزحف بكثرة نحوها
يقال أن الثعبان الأصفر عدوا لها، ويقال أن الأسود جان يسكن جسدها
في حقيقة الأمر هي تعاني منذ أنتقالنا إلى هذا المنزل
لا تستطيع النوم وتطاردها الكوابيس والأحلام المزعجة كل ليلة
لِمَ هي وحدها تشعر أن الجدران تنهار فوقها ؟!.. وأن الثعابين تخرج لها من كل ركن وزواية في البيت وكأنها جاءت خصيصا لها !
ربما تعاني من الرهبة والخوف من الموت وتحمل نفسها فوق طاقتها
أشعر بها جيدًا.. لقد فقدت الشعور بالحياة منذ موت أبنها أمامها ولم تستطع أنقاذه
طفلها الأول والأخير والذي كان وجوده في الحياة سببا لاستئصال رحمها وموت أمومتها للأبد
هو أيضا طفلي وأشعر بالحزن لفقدانه ولكن هي تعاني أكثر مني
كل ليلة تحدثني عن خوفها من زواجي بغيرها
كل ليلة تعاني وأنا أحاول أن أخفف عن عبئها
تبكي وتبكي ولكني لا أملك شيء سوى أن أحتضنها
لن أتزوج بغيرها فأنا حقا أعشقها وكم كنت أتمنى أن اتزوجها وأنجب منها ولكن هذه مشيئة القدر
كيف مات أبنها؟!
كان في الخامس من عمره حينما لقى مصرعه عقب سقوطه من شرفة منزلنا في الطابق الخامس و من بين يديها وهي تتحدث في الهاتف المحمول مع إحدى صديقتها
حينما سقط لم تصرخ ولم تبكي ولكن ظلت واقفة مكانها ولا تتحرك
وحينما عدت من عملي وجدتها كإمرأة ميتة
ربما تحمل نفسها ذنب موته، ربما سكن الجان جسدها كما يقال عنها ..ولكن كل الشيوخ والأطباء قالوا هي فقط تحت تأثير صدمة فقدان أبنها
منذ موته لا تستطيع النوم ولا الحياة ،أصبحت جسدا بلا روح.. هي فقدت أبنها بينما أنا فقدتهما.
SELENATOR