الأربعاء 27 مارس - 8:37
في غرفة مظلمة جلست على مقعد متشابكة الأيدي أشعر ببرودة شديدة في أطراف جسدي وقدمي ترتجف وتهتز…أعض بأسناني علي شفتاي…وأحيانا أشد أعصاب فمي مع اهتزاز رأسي وبداخلي يرتجف….أشد اعصاب يدي وأغلق أصابعي وكأنني اتمسك بشئ في قبضة يدي…أحيانا أجعل قدمي أمامي كخط مستقيم وأحيانا أضعها أسفل مني…أشعر برغبة عارمة في التغوط وأبلل علي نفسي …..أقضم أظافري وأحرك أصابعي كبندول يهتز ….أشعر بسخونة بعقلي وكأنه على وشك الإنفجار…. أشد في شعري…أحاول أن أتمالك نفسي ولكن دون جدوى.. مازلت اشعر برعشة في جسدي..أشعر ببرودة وخوف….أحاول لف يدي حول جسدي و أن احتضن الطفلة بداخلي واطمئنها واحتضن نفسي. أحدثها بداخلي وأمسك لها شمعة…صغيرتي لا تخافي أنا هنا بجانبك وسأظل لآخر العمر ولكنها مازالت تجلس وحيدة خائفة في أحد أركان الغرفة هناك.. مازلت أتذكر حينما كنت في الرابعة من عمري وأمي انهالت على جسدي بالضرب …حينما شاهدتها تخون أبي في غرفة نومه وعلى فراشه…كنت لا أفهم شيء ولكنها ضربتني وقالت لي محذرة :-اياكي أن تخبري والدك بما شاهدت…حجزتني في غرفة شديدة الظلام وشعرت بوجود فأر معي في الغرفة..ظللت أصرخ وأصرخ وأبكي منادية عليها بأعلى صوت أمي أخرجيني ولن أخبر أبي… أمي انقذيني…كنت أسمع صوتها معه وهي تصرخ من لذة العشق ….إمرأة متقلبة الأهواء تعشق اللهو ماذا تنتظر منها؟….وهو صديق أبي ويأتي إليها كل يوم عند خروج أبي لعمله في الليل..حينما يزورنا هذا اللص كانت تضعني في هذه الغرفة مع الفأر حتى يتلون الأفق باللون الأحمر وتبدو خيوط الشمس الأولى..أمكث صامتة و لا أبكي بل اتجسس عليهما وأسمع صوتهما في غرفة النوم…وذات يوم عاد أبي منهك جدااا وجدها في أحضان صديقه وتحت وطأة غضبه قتلهما ودفنهما في تلك الغرفة المظلمة بعدما لعق إصبعه الملوث بالدماء …حاول أبي أن يجعلني أنسى ولكنني مانسيت..ذهبت لطبيب أمراض نفسية وعقلية ولكنه تحول معي لذئب وافترس برائتي وقتلته ….أخبرني بالله عليك لِمَ أجلس في غرفة في مشفى الامراض النفسية دون ذنب ؟! …أبلغ من العمر عشرين عاما وفي كل يوم أحاول الانتحار ولكن جميع محاولاتي فشلت وسأظل أحاول لآخر العمر مادام أديم النهار بداخلي لم يظهر بعد.