السبت 13 أبريل - 21:47
يعد الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم ضد العوامل الخارجية التي تحيط به، كالعوامل الفيزيائية (ضوء –حرارة –هواء)، والعوامل الكيميائية والحيوية (جراثيم –فطور -حشرات....)، كما يلعب الجلد دوراً أساسياً في استقرار البيئة الداخلية (الحفاظ على مكونات الجسم من الفقدان والضياع وتجنب زيادتها أو نقصانها عن الحد الطبيعي) لجسم الإنسان. ومن هذا الدور الكبير للجلد في مواجهة هذه العوامل فإنه يتعرض لإصابات كثيرة في سياق أداءه لوظيفته، منها حالات يحدث فيها تكاثر غير سوي للخلايا مؤدياً لحدوث سرطانات الجلد.
الآلية التي يحدث فيها سرطان الجلد
سرطان الجلد هو حالة يحدث فيها طفرة (خلل) على مستوى المادة الوراثية في الخلايا الجلدية مؤدية لتكاثر شاذ (سريع وغير مضبوط) على مستوى الخلايا الموجودة في الجلد، مما يؤدي لتظاهرات مرضية (أعراض) متنوعة حسب مكان الإصابة ونوع الخلايا الجلدية التي حدث التكاثر الشاذ على حسابها (نشأ منها السرطان). تتهم حالياً الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس على أنها عامل مسبب بشكل كبير لهذا السرطان حيث تؤدي لإحداث أذية غير قابلة للتراجع في المادة الوراثية لخلايا الجلد.
يعد سرطان الجلد واحد من أكثر السرطانات حدوثاً على مستوى العالم، وغالباً ما يشاهد في المناطق المكشوفة من الجلد (الوجه –فروة الرأس –اليدين) بشكل أكثر من المناطق المغطاة، كما تكثر الإصابة به في المناطق الحارة من العالم والتي تتعرض لأشعة الشمس بكثرة.
يصنف هذا النوع من السرطان ضمن ثلاث أنماط رئيسية تبعاً لنوع الخلايا التي حدث فيها الخلل، وهي:
سرطان الخلايا القاعدية. سرطان الخلايا الشائكة. الميلانوما
أعراض ومظاهر الإصابة بسرطان الجلد
يلاحظ أن الأعراض تختلف بشكل عام حسب مكان الإصابة وتوضعها ونوع السرطان، ففي:
سرطان الخلايا القاعدية: غالباً ما يصيب هذا النوع المناطق المكشوفة من الجلد والمعرضة للشمس بكثرة مثل الوجه والعنق. وقد تأخذ الإصابة به أشكال متعددة، فقد تظهر بشكل لؤلؤة أو ندبة بنية أو قرحة نازفة تشفى وتعود للظهور، هذا النوع غالباً لا ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم بل يميل إلى البقاء موضعاً. سرطان الخلايا الشائكة: هذا النوع يحدث في المناطق المعرضة للشمس أيضاً كالوجه والعنق والأذن والأيدي، كما يكون أصحاب البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع في المناطق غير المكشوفة من الجلد. أما مظاهر الإصابة فغالباً تكون بشكل عقيدات حمراء أو آفات مسطحة مشرشرة (غير منتظمة الحواف). [1] الميلانوما: هذا النوع له بعض الخصوصية حيث يمكن أن يظهر في أي مكان في الجسم (الرأس –الراحتين والأخمصين –الجذع –تحت الأظافر) مع ميل لإصابة الظهر عند الذكور والأقدام عند الإناث، ويمكن أن يتطور بشكل مباشر أو من آفة موجودة مسبقاً تحولت إلى سرطان، قد يصيب جميع الأجناس والأعراق والأشخاص بمختلف لون الجلد لديهم، يتميز بظهور أعراض وعلامات متنوعة (بقعة بنية كبيرة تحوي مناطق متباينة اللون أو نازفة في بعض الأحيان، آفات صغيرة مع حواف غير منتظمة وأجزاء منها تظهر بلون أحمر أو أبيض أو أزرق، آفات مؤلمة مع حس حرق أو حكة، بقع داكنة على الراحتين والأخمصين أو رؤوس الأصابع أو في الأغشية المخاطية للفم والأنف أو المهبل والشرج). يميل بشدة للانتشار إلى باقي أنحاء الجسم وفي حال حدوث ذلك يصبح من الصعب جداً السيطرة عليه.
البشرة الفاتحة: إن المسؤول عن تحديد تدرجات لون الجلد هو مادة الميلانين التي تعطيه لوناً داكناً، وهي في الوقت نفسه تؤمن له درجة من الحماية من تأثير أشعة الشمس الضارة، ومنه يكون أصحاب البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد من ذوي البشرة الداكنة. الحروق الشمسية السابقة: وجود حرق شمسي في مرحلة الطفولة أو الشباب يزيد احتمال حدوث سرطان الجلد مع التقدم بالعمر. الأشخاص الذين يتعرضون بكثرة للأشعة فوق البنفسجية. السكن في المناطق المشمسة وذات المناخ الحار. الذين يملكون عدد كبير من الوحمات خصوصاً غير النموذجية منها (كبيرة وغير منتظمة الحواف). قصة عائلية (إصابة أحد أفراد العائلة) أو سوابق إصابة الفرد بسرطان الجلد.
الخيارات العلاجية المتاحة حالياً متنوعة ويتم تحديد المناسب منها تبعاً لعدة عوامل كعمق الآفة ومدى تغلغلها في طبقات الجلد واتساع رقعة الآفة. حيث: قد نكتفي باستئصال الآفات السطحية (التي تنحصر في البشرة) وقليلة الامتداد على سطح الجلد وذلك بإجراء خزعة (عينة من النسيج للدراسة) تشمل كامل النسيج الخبيث في منطقة الإصابة، يتم اللجوء إلى الجراحة أحياناً، فيتم استئصال الآفة (إزالة الخلايا السرطانية مع هامش أمان من الخلايا السليمة المجاورة لتجنب النكس) وهيي الخط الأول في علاج سرطان الخلايا القاعدية والشائكة، التبريد بالنتروجين السائل أو المراهم والكريمات المضادة للسرطان (تحوي مواد تثبط نمو وانقسام الخلايا السرطانية) أو المعالجة الشعاعية والكيميائية. عند الحديث عن الميلانوما تعتبر الجراحة الحل الأمثل لعلاجها في حال تشخيصها بمرحلة مبكرة أما عند التأخر في التشخيص فتتراجع بشكل ملحوظ إمكانية الشفاء ويصبح الهدف من العلاج إبطاء سير المرض أو تخفيف الأعراض.
الوقاية من سرطان الجلد
سرطانات الجلد بالمجمل يمكن تجنبها والوقاية منها، وذلك من خلال:
تجنب التعرض للشمس في منتصف النهار حيث تكون الأشعة الشمسية في ذروتها بين الساعة 10 صباحاً والساعة 4 مساءً، فيكون بذلك الابتعاد عن الشمس في هذه الأوقات أفضل سبل الوقاية وأكثرها نجاحاً. استخدام الواقي الشمسي: أغلب الواقيات الشمسية لا تؤمن حماية ضد أطياف الإشعاع الشمسي المرتبطة بإحداث السرطان لكنها تلعب دوراً في الوقاية من تأثير الإشعاع الحارق للجلد ومنه تجنب الحروق الجلدية، يجب استخدام الواقي الشمسي حتى في الطقس الغائم ووضعه كل ساعتين بكميات وافرة على مناطق الجلد المعرض للشمس. تفقد الجلد باستمرار وتفحص المناطق غير المرئية باستخدام المرآة واستشارة الطبيب المختص وإبلاغه عن أي تغير يطرأ على الجلد سواء بظهور آفات جديدة أو تحول في آفات موجودة مسبقاً.
ختاماً.. بقليل من الوقاية وكثير من الانتباه وفحص مناطق الجلد باستمرار يمكن اكتشاف سرطان الجلد في مراحله الباكرة مما يعطي فرصة أكبر للعلاج الشافي بأقل ضرر جمالي للمنطقة المصابة من الجلد.
المصادر:
- مقال سرطان الجلد أسبابه وأعراضه منشور على موقع mayoclinic.org
- مقال أنواع سرطان الجلد منشور على موقع cancer.org
- مقال عن الميلانوما أسبابه وأعراضه منشور على موقع nhs.uk
- مقال سرطان الجلد منشور على موقع nhs.uk