الجمعة 24 أبريل - 13:58
في رمضان تتنزل الرحمات والبركات .. وهي فرصة عظيمة ليرتقي الإنسان في عبادته لربه حتى يكون عبدًا ربانيًا .. وتبدأ الأيام الأولى في رمضان بأيام الرحمة التي تتنزل لتغمر قلوب الصائمين العابدين المقبلين على ربهم، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شهر رمضان: "أوله رحمه، واوسطه مغفره، وآخره عتق من النار" أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى المؤمن الحق أن ينتهز هذه الفرصة ليستقبل رحمات الله خاصة في الأيام العشر الأولى من شهر رمضان المبارك، ولا يكون ذالك إلا بالتراحم فيما بين الناس، والشفقه على خلق الله والإحسان إليهم، يقول الحبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء"، فرحمتنا لعباد الله هي سبيل من سبل تنزل رحمات الله علينا، فما بالكم إن كان هذا التراحم في شهر رمضان الذي يضاعف فيه الأجر والثواب؟! ومن رحمات الله لنا في رمضان أن شرع لنا الصيام، ورخص لذوي الأعذار فيه، ولم يحملهم فوق طاقتهم، بل شرع لهم الفطر في حال المرض أو السفر أو كبر السن والضعف الشديد الذي قد يؤدي إلى الهلاك، يقول تعالى: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
فالله سبحانه وتعالى رفع المشقة عن ذوي الأعذار، ويسر عليهم رحمة بهم، يقول تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
ومن سبل الوصول إلى رحمة الله كذلك العطف على الفقراء والتصدق عليهم وتفطيرهم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وقال كذلك في حق تفطير الصائم: "من فطر صائما
كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا".
فلنجعل داعئنا في أيام الرحمة بالعشر الأوائل من رمضان كما كان يدعو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فيقول: "اللهم إن لم أكن أهلا لأن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني فإن رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء
فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين".
بقلم – هاني ضوَّه