الإثنين 6 أبريل - 16:01
قد ارتفع الصحابة منزلة على رؤس العالمين بسبب إيمانهم به وإجتماعهم به _صلى الله عليه وسلم_ ورؤيتهم لرسول الله _صلى الله عليه وسلم _ والنظر إليه وكذلك كانت رؤية صورته الشريفه فى المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول _صلى الله عليه وسلم _ (من رأنى فى المنام فقد رأنى ) أخرجه البخارى ومسلم
وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه _صلى الله عليه وسلم _ فقد قال حسان بن ثابت
وأجمل منك لم ترى قط عينى***وأكمل منك لم تلد النساءُ
خلقت مبرأ من كل عيب***كأنك قد خلقت كما تشاءُ
فكان هذا الجمال المغطى بالجلال والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سبباً فى دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى
وكان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدباً منهم وعجزوا عن ترك القيام رغم أن النبى _صلى الله عليه وسلم_ نهاهم عن ذلك القيام (أخرجه أبو داوود فى سننه) لشدة جماله _صلى الله عليه وسلم _وبهائه فقال حسان
قيامى للحبيب على فرد **وترك الفرد ما هو مستقيم
عجبت لمن له عقل وفهم**يرى ذلك الجمال ولا يقوم
ورؤية رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ تحتاج إلى تصوره وتخيله وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله ولم يصف رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ كثيرون لما كان يعلوه _صلى الله عليه وسلم _من الجلال فكانو لا يستطيعون النظر إلى وجهه الكريم فقد وصفته أم معبد وهند بن أبى هاله وعلى بن أيى طالب رضى الله عنهم_
فأما حديث أم معبد فتقول((رأيت رجلاً ظاهر الوضاءه أبلج الوجه{مشرق الوجه} لم تعبه نحلة{نحول الجسم} ولم تزر به صعله{والصعله صغر الرأس وخفة البدن ونحولة} وسيم قسيم{ حسن وضئ} فى عينيه دعج{شدة السواد} وفى أشفاره وطف{طويل شعر الأجفان} وفى صوته صهل{ بحه وحسن} وفى عنقه سطع {طول } وفى لحيته كثاثه{ كثافة الشعر} أزج أقرن{حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان} إن صمت فعليه الوقار فإن تكلم سماه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد ، وإجلاهم وأحسنهم من قريب ، حلو النطق فصل لا نزر ولاهذر{كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا الكثير} كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن،ربعه لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر ربعه{ ليس بالطويل ولا القصير}غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثه منظراً وأحسنهم قدراً له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا لأمره محشود محفود{ عنده جماعه من أصحابه يطيعونه} لا عابس ولا مفند{غير عابس الوجه} وكلامه خال من الخرافه)) رواه الطبرانى فى الكبير
وفيما يلى نذكر تفاصيل حسن _صلى الله عليه وسلم_ووصف جسده كل جزئيه بأثر خاص بها حتى نتخيل صورته الشريفه عسى الله أن يرزقنا رؤيتها فى الدنيا والأخره
حسنه_صلى الله عليه وسلم_
كان رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _أحسن الناس فى كل شئ وقد تكلم أصحابه عن حسنه فى الأحاديث المختلفة نذكر منها ما وصفه به أصحابه _رضى الله عنهم_ إذ قالو(فقد كان النبى _صلى الله عليه وسلم _ أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير) أخرجه السيوطى فى الجامع الصغير
(وكان النبى _صلى الله عليه وسلم _ إذا سر إستنار وجهه حتى كأن وجهه_صلى الله عليه وسلم قطعة قمر) أخرجه البخارى ومسلم
( كان وجهه النبى _صلى الله عليه وسلم) مثل الشمس والقمر وكان مستديراً) أخرجه مسلم فى صحيحه
أسنانه _صلى الله عليه وسلم_
كانت أسنان رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ بيضاء رقيقه ليست بالغليظة وكان بين أسنانه أنفراج يضفى جمالاً على بياضها فإذا تكلم _صلى الله عليه وسلم_ وكأن النور يخرج من فمه الشريف وثبت ذلك الوصف كذلك فى سنته فى وصف أصحابه رضى الله عنهم له فثبت أنه( كان رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _ أشنب مفلج الأسنان) رواه الترمزى فى الشمائل والفلج هو إنفراج ما بين الأسنان والأشنب هو الذى أسنانه بيضاء رقيقه
وعن ابن عباس _رضى الله عنهما_قال: (كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ أفلج الثنيتين إذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه) رواه الدارنى فى سننه وعنه الترمزى فى الشمائل
أنفه_صلى الله عليه وسلم_
وكان _صلى الله عليه وسلم _ أقنى الأنف أى أنا أنفه له أرتفاع ليس منبطيحاً على الوجه وكان هذا الأرتفاع مع دقه فى طول فى مظهر رائع متناسق مع جمال وجه وصورته _صلى الله عليه وسلم_ وثبت ذلك فى وصفه فى السنه الشريفه فقد ثبت فى حديث هند بن أبى هاله رضى الله عنه أنه _صلى الله عليه وسلم _ كان (( اقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم)(الأنف يكون فيه دقه مع أرتفاع فى قصبته) رواه الترمزى بالشمائل
خده _صلى الله عليه وسلم_
كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أبيض الخد وسهل الخدين وفى بياضهما حمره وقد ثبت وصف خده كذلك فى سنته الاشريفه كما ذكر هند بن أبى هاله وغيره أنه (كان رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ سهل الخدين) رواه الترمزى فى الشمائل
وعن على بن ابى طالب_رضى الله عنه_ قال (كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أبيض اللون مشرباً بحمرة أدعج العينين سبط الشعر كث اللحية سهل الخد) رواه ابن سعد فى الطبقات الكبرى
جبينه _صلى الله عليه وسلم_
كان _صلى الله عليه وسلم _ واسع الجبه والجبين وكأن الشمس تجرى فى جبهته الشريفه_صلى الله عليه وسلم_ وذلك وعين ما وصفه به أصحابه رضى الله عنهم_ فقد ثبت عنهم فى وصفه له(كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ واسع الجبين ) رواه الترمزى فى الشمائل
عنقه_صلى الله عليه وسلم _
كان _صلى الله عليه وسلم أحس الناس عنقاً فلم يكن _صلى الله عليه وسلم_ قصير العنق ولا طويل العنق، وكأن عنقه إبريق فضه قد شيب ذهب، وهذا ما وصفه به على رضى الله عنه وعائشه رضى الله عنها ، قال رضى الله عنه فى وصفه له _ صلى الله عنه وسلم _ ( كأن عنقه إبريق فضه) رواه ابن سعد فى الطبقات الكبرى
رأسه _صلى الله عليه وسلم_
كان رأس رسول الله _صلى الله عليه وسلم _عظيماً كبيراً متناسباً مع باقى جسده الشريف _صلى الله عليه وسلم _ فى تناغم وتناسق رائع، وثبت ذلك الوصف فى سنته عن أصحابه رضى الله عنهم أنه (كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ عظيم الراس) أخرجه أحمد فى مسنده
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين