الإثنين 16 أبريل - 13:47
ما معنى الحُبّ؟
إذ قلتَ إنِّي أحبّ الشيء أو الشخص الفلانيّ، فماذا تعني بقولك (أحبّه)؛ تعني واحداً من الأمور التالية، أو كلّها:
1- جعلتُ قلبي معرّضاً لحبِّه.
2- آثرته على غيره.
3- مِلْتُ له ميلاً شديداً.
4- طلبتُ القُرْبَ منه.
5- أطعتهُ واتّبعتُ أوامره.
وحبّ الشيء أو الشخص يكون أحد ثلاثة أنواع:
1- (محبّة لذّة) كحبّ الرجل للمرأة والمرأة للرجل.
2-
(محبّة نفع) كحبّ المال، فنحن نحبّ المال لا لأوراقه النقدية أو قطعه
المعدنية، بل لما يُحقِّق لنا من منافع، ويُلبِّي لنا من احتياجات.
3- (محبّة فضل) كمحبّة العلماء الأدباء والمحسنين.
كل
المواصفات الخمس في تعريف الحبّ تنطبق على حبِّنا لله، ونوعان من أنواع
تصحّ وتصدق عليه، وهما: (محبّة النّفع) و(محبّة الفضل)، فالله تعالى
النفّاع الذي بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، والله ذو الفضل والإنعام
والمنّ والإحسان، والله تعالى يُحَبّ لذاته لأنّه مجمع الكمالات.
أ-
(محبّة الله تعالى للعبد): من خلال إيجاده وتربيته، وتغذيته، وحراسته،
ولطفه به وإحسانه، وإكرامه وإنعامه عليه، وهدايته إلى سبل الخير ومنحه
السعادة في الدنيا والآخرة: وهذا (حبُّ عام).
وهناك حبّ خاصّ للصالحين والمخلصين من عباده كالتوابين والمتطهِّرين.
ب- (محبّة العبد لله تعالى): بطلب الزّلفى (التقرّب والتودّد) إليه، وطاعته وعبادته،
والإستجابة
لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، وعمل ما يُقرِّب منه ويزيد الحضوة عنده،
وحبّ كلّ مَن يحبّه الله عزّ وجلّ. يقول النبي الأكرم (ص): "أحبّوا الله
لما يغذوكم من نعمه، وأحبّوني لحبّ الله"!
وعرّف بعضهم حبّ الله سبحانه بالقول: هو عاطفة إيمانية تتمثّل في:
أ-المَيْل النفسي إلى الله تعالى.
ب- الإستعداد الدّائم للأنس والإلتذاذ بلقائه.
ويرتكز
هذا الحبّ – بحسب الدراسات النفسية التحليلية – على (حبّ
الذات) الذي يمتدّ بها إلى حبِّ خالقها، فأصدق حبّ الذات هو حبّها لله،
لأنّه بذلك تطلب لنفسها الخير والصلاح والإستقامة والنجاة في القيامة،
وبمعنى آخر فإنّك بحبِّك لله تعالى تحقِّق لذاتك ما يلي:
1- التمتّع بفيض نِعَمه وبركاته وتوفيقاته.
2- السّلامة من الآثام والشّرور، لأنّ منهجه يُبعدك عن كلِّ ذلك.
3- بلوغ أعلى درجات الكمال، فحبّه تعالى متنامي، أي ينمو باستمرار، ويأخذ دائماً صيغة الإعلاء والتّرقِّي والسّمو.
4- الأُنس بالآفاق المعنوية الرحبة التي تنتجها حالات التقرّب منه والتودّد إليه.
5- الفوز برضوانه وجنّته في ختام الرِّحلة الحياتيّة.