السبت 18 يونيو - 5:44
حول أخذ الفوائد وصرفها في المشاريع الخيرية أيضا
س
إننا في بلاد أهلها من غير المسلمين، ونحن في هذه البلاد قد أنعم الله
علينا بوفرة المال الذي يتطلب منا حفظه في أحد البنوك الأميريكية، ونحن
المسلمين نضع أموالنا في هذه البنوك دون أخذ أية ربوية، وهم مسرورون بذلك
ويتهموننا بالغباء لأننا نترك لهم أموالاً قد تعينهم على نشر النصرانية
بأموال المسلمين. . وسؤالي لماذا لا نستفيد من هذه الفوائد ونعين بها
المسلمين الفقراء أو نبني بها مساجد ومدارس إسلامية، وهل يلام المسلم إذا
أخذ هذه الفوائد، وصرفها في سبيل الله كالتبرع للمجاهدين وخلافه؟
ج لا
يجوز وضع الأموال في البنوك الربوية سواء كان القائمون عليها مسلمين أو
غيرهم لما في ذلك من إعانتهم على الاثم والعدوان، ولو كان ذلك بدون فوائد،
لكن إذا اضطر إلى ذلك للحفظ بدون فائدة فلا حرج إن شاء الله لقول الله عز
وجل (وقد فصَّل لكم ما حرَّم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) أما مع شرط
الفائدة فالاثم أكبر لأنَّ الربا من أكبر الكبائر وقد حرمه الله في كتابه
الكريم وعلى لسان رسوله الأمين، وأخبر أنه ممحوق، وأن من يتعاطاه قد حارب
الله ورسوله، وفي إمكان أصحاب الأموال الانفاق منها في وجوه البر والاحسان،
وفي مساعدة المجاهدين، والله يأجرهم على ذلك ويخلفه عليهم كما قال سبحانه
(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وقال سبحانه (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه
وهو خير الرازقين) وهذا يعم الزكاة وغيرها، وصح عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال ((ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً،
وما تواضع أحد لله إلا رفعه)).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه
قال ((ما من يوم يصبح فيه الناس إلا وينزل فيه ملكان أحدهما يقول اللهم أعط
منفقاً خلفاً والثاني يقول اللهم أعط ممسكاً تلفاً)).
والآيات
والأحاديث في فضل النفقة في وجوه الخير والصدقة على ذوي الحاجة كثيرة جداً.
. لكن لو أخذ صاحب المال فائدة ربوية جهلاً منه أو تساهلاً ثم هداه الله
إلى رشده فإنَّه ينفقها في وجوه الخير وأعمال البر ولا يبقيها في ماله، لأن
الربا يمحق ما خالطه كما قال الله سبحانه (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
الآية. والله ولي التوفيق.
الشيخ ابن باز
***