الخميس 16 يونيو - 16:05
إن كلمة (” نفس “) هي كلمة في منتهى الخطورة
وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة يقول الله تبارك وتعالىفي سورة ( ق ):
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه ( الشيطان )
والناس هنا تتسائل :
” نحن نؤمن بالله عز وجل ،ونذكره ونصلي في المسجد
ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ….. و…… و …. الخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! ! !
فلماذا ؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف
يقول الله تعالى في محكم كتابه
{{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا }}
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس )
نعم … فالنفس هي القنبلة الموقوتة واللغم الموجود في داخل الإنسان
يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( الإسراء ) :
{ اقرأكتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( غافر ) :
{ اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }}
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( المدثر ) :
{ كل نفس بما كسبت رهينة }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( النازعات ) :
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( التكوير ) :
{ علمت نفس ما أحضرت }
لاحظوا أن الآيات السابقه تدور حول كلمة ( النفس )
فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء :أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
(( اللات ، والعزى ، ومناة ،وسواع،وود ، ويغوث
ويعوق ، ونسرى ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إلـه مزيف مازال
يعبد من دون الله ويعبده كثير من المسلمين
يقول الله تبارك وتعالى :
{{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}}
ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع
ديني ولا لآمر ولا لناهي ولالداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد
يقول الإمام البصري في بردته : وخالف النفس والشيطان واعصيهما
لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم
كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) وجريمة
( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا) وجريمة ( كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة (الذئب من دم ابن يعقوب)
فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟
جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل )
يقول الله تبارك وتعالى :
{ فطوعت له نفسه قتل أخيه }
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!!
وبعد ذلك ندم وتاب ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك :
أغواني الشيطان وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان
فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان فإن النفس أيضاً توسوس لك
( إن النفس لأمارة بالسوء )
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان
وإما من النفس الأمارة بالسوء
فالشيطان خطر ..ولكن النفس أخطر بكثير …
لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان
فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمــارة بالسوء }}
( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)