الثلاثاء 14 يونيو - 22:40
يجب عدم إعطائه المرأة الحامل
د.محمد عبد الله الطفيل
طالعتنا الصحف المحلية والدولية (الرياض، الجزيرة، الاقتصادية،
الشرق الأوسط،... ) بموضوع مهم يمس حياة المجتمع وصحتهم وقد اشارت الصحف
لتصريح هيئة "الغذاء والدواء" عن مستحضر عشبي فاتح للشهية وعنوان آخر
استخدام مستحضر "سيبروهيبتادين" العشبي يسبب الوفاة وعنوان آخر في صحيفة
أخرى يقول "مستحضر يصيب بالسرطان والفشل الكلوي في السعودية وعنوان آخر
"الغذاء والدواء تحذر من المستحضر العشبي (Ginseng Kianpi Pil) كل هذه
العناوين طالعتنا بها صحف التي صدرت يوم الأحد 18/4/1433ه 11/مارس/2012م
فنشكر هيئة الدواء والغذاء على مجهوداتها وحرصها على ما ينفع المواطن
والوافد وعينها الساهرة على منع كل ما يضر بصحة المجتمع والتحذير منه ولا
يختلف أثنان على ما تقوم به هيئة الغذاء والدواء من مسئوليات جسام خدمت
الجهاز الصحي بهذا البلد المعطاء، ونسأل الله التوفيق والسداد لهم وان يحمي
الله هذه البلاد وان يوفق ولاة الأمر الذين بذلوا الغالي والنفيس لدفع
الضرر وجلب كل ما ينفع من الأجهزة العلمية الحديثة للمختبرات التي تنافس
اكبر المراكز العلمية في اوروبا وأمريكا مما جعل العلماء والأطباء في
المراكز العالمية الكبرى يثنون على المراكز المخبرية والبحثية العلمية
والطبية في المملكة العربية السعودية.
استجابت وزارة الصحة لما كتبته (الرياض) قبل تسع سنوات ومنعته وسحبت هذه الكبسولات العشبية لكنها عادت مرة أخرى
وما يقوم به علماء وأطباء وباحثون في المجال الصحي في هذه البلاد
الطاهرة هو مفخرة لكل مواطن سعودي نسأل الله أن يسدد ويوفق حكام هذه البلاد
وان يرزقهم التوفيق والسداد. وما حذرت منه هيئة الغذاء والدواء قبل أسبوع
فقد حذرنا منه قبل أكثر من تسع سنين عندما نشرنا في جريدة الرياض في يوم
الأربعاء 9/يناير/2002 عن الجنسنج كنابي بل (Ginseng Kianpi Pil) وقد
استجابت وزارة الصحة مشكورة ومنعت وسحبت هذه الكبسولات العشبية الخطيرة
وكما كشفنا وتحققنا اي من حوالي عشر سنين أن هذه الأقراص من الجنسنج تحوي
مركبات عشبية بالاضافة إلى المركبات الصيدلانية او الأدوية الكيميائية غير
العشبية كما ذكر على بطاقة العبوة فالجنسنج نبات عشبي معروف من آلاف السنين
في الصين وكوريا والجنسنج معناها العشبة التي تعالج كل شي.
السيبروهيبتادين Cyproheptadine وله اسم "بيرياكتين" هو المركب الأساسي في
مستحضر "جنسنج كنابي بل" والبيرياكتين مركب صناعي دوائي مضاد للسيرتونين
الهيستامين وهو مهدي ويعالج الحساسية ومن الآثار الجانبية الضارة
للسيبروهبتادين (البيرياكتين) انه فاتح ومنشط للشهية Appetite لذلك فهو
يزيد الوزن. ومن مضار البيرياكتين انه مهدي عام، يودي إلى عدم التركيز،
انخفاض الضغط، وعدم الثبوتية والتهابات صفراوية بعد شهر من الاستعمال لذلك
فإن السيبروهيبتادين (البيرياكتين) يجب ان يؤخذ تحت إشراف طبي واضافته
لمركب الجنسنج بدون اشارة له وهذا نوع من الغش الضار على الصحة بالإضافة أن
هذا "الجنسنج كنابي بل" ملوث بالرصاص وبنسبة عالية جداً اربع مرات من
النسبة المقبولة، علماً اننا قمنا بتحليل عدة عينات من هذا المنتج وثبت
بالتحليل تشابه مكوناتها المغشوشة بمركبات كيميائية غير معلنة على العبوة
وتلوثها بمادة الرصاص وهو معدن سام. والجنسنج ليس من فوائدة انه يزيد الوزن
او يفتح الشهية ولكن المضافات الكيميائية جعلته يزيد الوزن فقد اتصل علينا
مواطن عنده طفل عمره 14 سنة في ذلك الوقت وبعد اعطاء هذه المركب (الجنسنج
كنابي بل) زاد وزنه 10 كيلومترات خلال شهر وشعر والداه انه زاد حمرة وزاد
وزناً فاستغربوا كيف عمل هذا المركب وهل فعلاً هذا المركب جنسنج وحده او
يحوي لغزاً آخر.. والجنسنج حسب الاستعمالات يجب عدم اعطائه للأطفال أو
المرأة الحامل أو المرأة المرضع لان الجنسنج ينشط الجهاز التناسلي لذلك يجب
ان يعطى للبالغين فقط وليس الاطفال. وإعطاء هذا الطفل هذا المركب كفاتح
للشهية خطأ طبي وصحي خطير لاحتواء الجنسنج كنابي بل على مركبات كيميائية
يجب ان تصرف تحت اشراف طبي وبجرعات محددة ولأيام معلومة ولاشخاص معينين.
فالخطورة في (الجنسنج كنابي بل) (Ginseng Kianpi pil) احتواؤة على مركبات
لم تدون على البطاقة كما دون مواد عشبية فقط على علبة العشب وقد وجد بتحليل
بالأجهزة العلمية الحديثة احتواء هذا المركب على سيبروهيبتادين او مايعرف
برياكتين كذلك يحتوي على مركب بيتاميثازون. "البرياكتين" مركب صيدلاني
كيميائي يصرف بجرعات محددة ولفترة معينة تحت اشراف طبي ووجد مع الجنسنج خطأ
طبي وصحي كبير اولاً عدم ذكره في الوصفة المرفقة أو العبوة ثانياً عدم
وجود جرعة علاجية معروفة تؤخذ مع مركب الجنسنج العشبي ويستعمل الجنسنج
للكحة المتأزمة ولزيادة افرازات الجسم ومكافحة التعب ومقوي للقلب.. ومركب
البيتاميثازون وهو احد مركبات الكورتيزون ومعروف ان هذا المركب الصيدلاني
الدوائي يصرف بجرعات محددة ولفترة محددة ويجب عدم توقيفة فجأة الا بجرعات
تناقصية وتحت اشراف طبي ومركبات الكورتيزون عموماً لها تأثيرات جانبية
خطيرة مثل زيادة الوزن اظهار الشعر والفشل الكلوي في عامة الجسم لذلك لا
يصرف الكورتيزون او مركباته الا بجرعات محددة ولا يؤخذ الا تحت اشراف
المختصين من الاطباء ووجود البيتاميثازون مع الجنسنج غير معروف التركيز
العلاجي.
أو المرضع
احتواء مركب الجنسنج على مركب البيتا اسرون B-Asarone وهذا مركب عشبي
ولكن هيئة الدواء والغذاء الامريكية FDA منعت استخدام الاطعمة والاغذية
التي تحتوي على البيتا اسرون لانه احد مسببات السرطان. وهذه الاعشاب
المغشوشة منعت من قبل وزارة الصحة منذ فترة قديمة ونشرت عن خطورته في الصحف
المتادولة وعرف العطارون انه ممنوع ولكن الموردين والموزعين صاروا يبيعونه
خفية ومن تحت الطاولة كما يقال ولحرص الموردين والمصنعين على المال وليس
همهم صحة المواطن والوافد. والموردون يتركون الموضوع فترة زمنية وجلبه مرة
اخرى ظناً منه ان الوزراة وافراد المجتمع نسي موضوع هذه الاعشاب المغشوشة
فأحضره للسوق السعودي مرة اخرى فشكراً لوزارة الصحة التي منعته سابقاً
وشكراً لهيئة الغذاء والدواء السعودية لمنعة والتحذير منه مرة أخرى حمى
الله بلادنا من كل شر ومكروه. ان تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة امر مطلوب
وجيد فالتعاون بين العلماء والباحثين سيكون له مردود فعال جيد ونعمة
يستفيد منها افراد المجتمع عامة من مواطنين ووافدين كذلك الذين يشترون من
هذه البلاد الهدايا والاحتياجات الشخصية. ان استعمال واستهلاك مركبات
مغشوشة مثل جنسنج كنابي او مركبات سوبرمانجور التي منعت منذ فترة لخطورتها
على الكلى وتسببها في الفشل الكلوي والسرطان والموردون والمصنعون يوردونها
بثوب وبغلاف مختلف عن السابق وقد يغيرون اسمها وكل ذلك نوع من الحيل التي
لا تخفى على اجهزة التحليل الحديثة التي تبين وتفضح زيف وغش هؤلاء المصنعين
والموردين والموزعين والذين لا يهمهم الا المال.
إعطاء هذا الطفل هذا المركب كفاتح للشهية خطأ
وعلى المستهلك ان لا يكون احد المستنفعين والمربحين لهؤلاء الغشاشين
الذين يتاجرون بصحتهم وعلى المستهلك ان يبلغ عن هؤلاء الذين يبيعون أدوية
أو أعشاب غير مصرحة وعلى المستهلك أن ينتبه أن التصريح والختم غير مزيف او
غير خفيف ان كل فرد في هذا المجتمع مسئول على أن يبلغ عن الفساد فالدولة
حماها الله وضعت وانشأت هيئات لحماية البلاد من الفساد وحماية الفرد من
المستغلين وانشأت حماية المستهلك فالتعاون واجب، قال تعالى "وتعاونوا على
البر والتقوى".