السبت 20 يوليو - 11:34
ريبا قد تبدأ برامج الحاسوب بلعب دور القاضي في إصدار الأحكام القضائية، وقد تجيد الدور أفضل من البشر!
إذا كنت تنتظر الإفراج عنك، سوف تأمل أن يكون القاضي في حالة مزاجية جيدة.
فقد أظهرت دراسة حديثة أن قرارات القضاة تتأثر بعوامل عدة منها المزاج. لذا
فليس من المفترض أن يتأثر الحكم على الحقائق و الأسباب بتلك العوامل.
لذالك قد تساعد الحواسيب في حل هذه المشكلة. حاليا يستخدم القضاء بعض
البرامج كأدوات مهمة في العمل، خصوصا في القضايا الكبيرة كقضايا إندماج
شركة مثلا، حيث تساعد بعض الخوارزميات على التنقيب في الأكوام الهائلة من
الوثائق.
لكن تطبيقات الذكاء الإصطناعي في القضاء يَعِد بما وراء تنقيب الملفات و
الوثائق. حيث تهدف إلى إدخال أنظمة آلية في التعامل مع الحجج عندما يكون
المنطق غير واضح.
العلامات الأولية لظهور هذه التقنية كانت في السنة الماضية. عندما قام توم
جوردون (Tom Gordon) من معهد فراونهوفر (Fraunhofer Institute) في ميونخ
ألمانيا، بشراكة مع الشركة الألمانية ( Init ) بالشروع في تطوير تطبيق ذكاء
إصطناعي يسمى (Elterngeld) - كلمة ألمانية تعني "مال الأباء". صمم التطبيق
ليقوم بإتخاذ حكم آلي في قضايا مطالبات إعانات الأطفال لوكالة العمل
الإتحادية (FEA) التابعة للدولة الألمانية. ربما مع بعض التدقيق البشري
للقرارات الآلية من خلف الكواليس، كما ذكر جوردون.
يقوم برنامج Elterngeld على برنامج مفتوح المصدر يسمى Carneades. صمم
جوردون البرنامج بحيث يستقبل إدعاءات بشرية، مثل "أنا بحاجة إلى مساعدة
الحكومة لدعم طفلي البالغ من العمر خمس سنوات" و من ثم يقوم البرنامج
بتحديد ما إذا كان الإدعاء مبرر إستنادا إلى مبادئ القانون. حيث يتم تجزيء
كل بيان و ترميزه بشكل مقروء آليا مما يمكن النظام بمقارنته مع عناصر
القانون، و من ثم يتم تقييم الإدعاء.
سيقوم جوردون بعرض نسخة الإنترنت من برنامج Carneades في مؤتمرالذكاء
الاصطناعي والقانون الدولي بروما، إيطاليا المزمع إقامته في يونيو حزيران
هذه السنة (2013).
حاليا يناقش المطورون مع (FEA) موضوع كيفية نشر النظام، بالرغم من أن
النظام غير جاهز ليتم إستبدال البشر به. بشكل جزئي لأنه يلزم تجزيء و ترميز
كل النصوص القانونية لتكون قابلة للقراءة الألية - تعتبر عملية مجهدة جدا
لانها في الوقت الحالي يجب القيام بها يدويا.
يأمل جوردون أن تتم مراعاة الحواسيب عند صياغة القوانين الجديدة، بحيث أنها
تبنى على قاعدة بيانات تحتوي على كل مبادئ القانون، بالإضافة إلى معلومات
عن علاقة المبادئ ببعضها البعض. هذا سوف يسمح لبرامج الذكاء الإصطناعي بسن
القوانين على نطاق واسع.
بإستخدام تقنية مشابهة لتقنية جوردون، قامت آنا رونكانين (Anna Ronkainen)،
مؤسِسة مشاركة في شركة تكنولوجيا القانون (Onomatics) في هلسنكي، فنلندا،
ببناء أداة تسمى (TrademarkNow). هذا البرنامج أو الأداة تقوم بالبحث في
قاعدة بيانات الأسماء التجارية، لتجنب قضايا تكرار الإسم. يعمل البرنامج
على قاعدة بيانات الولايات المتحدة و أوروبا للأسماء التجارية المسجلة.
تعتبر هذه القضايا بسيطة - و الذكاء الإصطناعي المستخدم ليس معقد بما يكفي
ليتناول القضايا الشائكة التي تستخدم لغة ضمنية و أحيانا منطق متناقض. لكن
قضاء الذكاء الإصطناعي يستعد للإنطلاق إلى الواقع، مدفوعا برغبة توفير
الكلفة التي توفرها الحواسيب، كما ذكرت رونكانين. "هناك تحرك كبير،" و
أضافت "الشركات ليست سعيدة بدفع فواتير القضاه الباهضة!"