الإثنين 26 مارس - 14:08
كثيرة هي الأقوال ، وعديدة وسائل التعبير...
فذاك خطيب بيانه سحر..وذاك محدث ينطق
بالدرر...وآخر تجري الحكمة على لسانه...
وكم من كتاب سطروا صفحات اودعوها نتاج
عقولهم وروائع فكرهم...وكم بثت الاذاعات من
ساعات وساعات ، وكم شاهدنا على شاشات
التلفاز من أحاديث ومناظرات ، دعا فيها أصحابها
إلى الفضيلة والمثل العليا.
أكثر من صحيفة يومية . وأكثر من مجلة أسبوعية
وأكثر من مجلة شهرية...والأساتذة يكتبون، والناس
يقرؤون.
ولكن ما الحصيلة ؟
هذا هو المهم...فالقول بلا عمل جهد ضائع...والقراءة
بلا استيعاب لا قيمة لها...والمعرفة بلا ايمان معرفة
ناقصة. والكلام من اجل الكلام سفسطة لا قيمة لها ،
والنظريات المضادة جدل عقيم.
المهم أن يقترن القول بالعمل ، بل أن يسبق العمل
القول. الا نتجاوز في القراءة - حتى قراءة القرآن الكريم -
الحد الذي نقدر على استيعابه وفهمه والعمل به ، ومن ثم
ننتقل الى مرحلة أخرى.. فقد كان الصحابة الكرام
لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتقنوها حفظا وتلاوة وفهما
وعملا.. هكذا علمهم الرسول الكريم، بل كانت الأحداث
الواقعية هي السبب في نزول القرآن الكريم، ومن هنا نشأ
علم اسباب النزول.
لابد إذن من ربط القول بالعمل ، لابد من ان تتمثل المعاني
السامية في واقع محسوس متحرك، ولذا كان خلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم *القرأن*. وكانت قيم الاسلام
الخالدة صورة ناطقة في شخصية الصديق ، والفاروق ،
وذي النورين ، وأبي الحسن ،وغيرهم من الصحابة
الأعلام.