الأحد 28 أبريل - 19:48
{وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون، سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين}
قوله
تعالى: "وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا" أكثر أهل التفسير أن الجنة ها هنا
الملائكة. روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالوا - يعني كفار قريش -
الملائكة بنات الله؛ جل وتعالى. فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: فمن
أمهاتهن. قالوا: مخدرات الجن. وقال أهل الاشتقاق: قيل لهم جنة لأنهم لا
يرون. وقال مجاهد: إنهم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجنة. وروي عن ابن
عباس. وروى إسرائيل عن السدي عن أبي مالك قال: إنما قيل لهم جنة لأنهم خزان
على الجنان والملائكة كلهم جنة. "نسبا" مصاهرة. فال قتادة والكلبي ومقاتل:
قالت اليهود لعنهم الله إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهم. وقال
مجاهد والسدي ومقاتل أيضا. القائل ذلك كنانة وخزاعة؛ قالوا: إن الله خطب
إلى سادات الجن فزوجوه من سروات بناتهم، فالملائكة بنات الله من سروات بنات
الجن. وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه.
قلت:
قول الحسن في هذا أحسن؛ دليله قوله تعالى: "إذ نسويكم برب العالمين"
[الشعراء: 98] أي في العبادة. وقال ابن عباس والضحاك والحسن أيضا: هو قولهم
إن الله تعالى وإبليس أخوان؛ تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
قوله
تعالى: "ولقد علمت الجنة" أي الملائكة "إنهم" يعني قائل هذا القول
"لمحضرون" في النار؛ قال قتادة. وقال مجاهد: للحساب. الثعلبي: الأول أولى؛
لأن الإحضار تكرر في هذه السورة ولم يرد الله به غير العذاب. "سبحان الله
عما يصفون" أي تنزيها لله عما يصفون. "إلا عباد الله المخلصين" فإنهم ناجون
من النار.